قصة بلعام بن باعوراء الذي انسلخ من دينه وارتد عنه بعدما آتاه الله علما عظيما ودعاؤه على قوم موسى والمكر الذي مكره لينزل الطاعون في قوم موسى ويقتل منهم 70 ألفا !!! هذا ما سنعرضه لكم بإذن الله
أرض الشام ، الأرض التي بارك الله فيها
كان يعيش فيها قوم من بني كنعان الذين هاجروا من العراق وولد فيهم بلعام بن باعوراء وكان رجلا صالحا تقيا مجاب الدعاء آتاه الله علما كثيرا حتى أنه يقال أنه كان يعرف "اسم الله الأعظم" وكانت له مكانة عظيمة في قومه.
موسى عليه السلام يقترب من أرض الشام
مرت السنون والرجل له مكانة جليلة في قومه.. وفي أحد الأيام دخل موسى عليه السلام لهذه البلاد فظن الناس أن موسى سيخرجهم من هذه الأرض لأنهم ليسوا من أهل البلد ، فقالوا لبلعام : إن موسى جاء ليخرجنا من هذه الأرض ويحلها لبني إسرائيل وأنت رجل مجاب الدعوة ، فادع الله عليهم ، قال بلعام (ويلكم ! ما تقولون ؟ أدعو على نبي الله؟) فلا زالوا به يفتنونه بالمال حتى قبل أن يدعو على موسى عليه السلام وعلى قومه.
بلعام يصعد جبلا ليدعو على موسى وقومه
ذهب بلعام إلى جبل والناس معه ، وكلما أرد أن يدعو على موسى عليه السلام صرف الله لسانه فيدعو على قومه فقالوا له: يا بلعام ما تصنع؟ إنما تدعو لهم وتدعو علينا ! فقال: (هذا لا أملكه ، قد غلب الله عليه) ثم ندم بلعام ثم قال (قد ذهبت عني الدنيا والآخرة الآن فما أصنع؟) ثم قال (يا قوم .. لكم المكر والحيلة) فقالوا : كيف؟ قال (جمّلوا النساء ثم أعطوهن سلعا وأرسلوهن لمعسكر جيش بني إسرائيل يبعنها ومروهن أن لا تمنع امرأة نفسها من رجل ، فإنه إن زنا رجل واحد منهم كُفيتموهم).
النساء يدخلن معسكر بني إسرائيل
فعل قوم بلعام ما أمرهم ، وأُدخلت النساء على بني إسرائيل فرأى أحد سادة بني إسرائيل امرأة جميلة فأعجب بها وأخذها إلى موسى ثم قال (إني أظنك ستقول هذا حرام عليك لا تقربها!) فقال موسى (نعم هي حرام عليك) فقال الاسرائيلي (والله لا أطيعك في هذا !) فزنا بها الرجل ، فأرس الله الطاعون على بني إسرائيل ، فقام أحد رجال بني إسرائيل بعدما علم أن هذا الزاني هو سبب البلاء والطاعون فدخل عليه فقتله هو والمرأة التي معه ، فرفع الله البلاء والطاعون عن بني إسرائيل ، وقال الرجل (اللهم هكذا نفعل بمن يعصيك).
وقد مات بسبب الطاعون من بني إسرائيل سبعون ألفا !
أما بلعام الذي ارتد عن دينه وعصى الله وكان سبب الفتنة فيقول الله تعالى عنه : { وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَ?كِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ? فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ? ذَّ?لِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ? فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176) } [الأعراف].
مثل هذا المرتد عن دينه كمثل الكلب -أجلكم الله- الذي يلهث سواء أكان متعبا أم مرتاحا أم جائعا أم عطشا سواء حملت عليه أم لم تحمل فهو يلهث بكل أحواله ، فالرجل فاسد القلب لا ينفعه لا علم ولا مال ولا سمعة ولا مكانة ولا منصب
أخيرا نسأل الله تعالى أن يثبتنا على الدين
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك
0 التعليقات
إرسال تعليق